وسلّمت علىَّ مودِّعة .. والدمع من عينينا يسيل
وبكى قلبينا ألماً .. للفراق المر الثقيل
واقتربت وهمست قائلة : حبيبي لا تخلى السبيل
قلت : كيف بربك وأنتِ دواء كل عليل
كيف أحيا والظمأ يقتلني .. وأنتِ الماء السلسبيل
كيف أشدو كل صباح بترنيمة البلبل الصداح الجميل
هل ضننت علىّ وأعطيتني من فيض حبك القليل
* * *
همسات قلبي وهواجسه تكاد تقتلني .. حينا بعد حين
أهذا هو الحب كما سمّيته حب الهوى و الأنين
ما الخبر؟ أمشيئة القدر؟ أم لعبة الغدّار اللعين؟
ردى وافتحي فاك لتخرج الكلمات في خبر يقين
* * *
وأخيراً اهتدت لترنيمتها ومسحت الدمع المسيل عالجبين
وتنهدت قائلة: حبيبي مالي وكيف أنساك عبر السنين
فتالله مهما بعدنا فإني للوفاء حصن حصين
ما ملكت زمام أموري وقلبي على ذاك الفراق حزين
فقلبي يهمس خافقاً : حبيبي مالي وكيف أنساك عبر السين
مالك تتهمني بحنث العهود .. وحبي لك لا يلين
أتشك في أمر فراقي وقلبي نحوك شوق وحنين
فيا نسمات الربيع هبي وانثرينا بعطر الورود والرياحين
وانزعي أساور الشك وأخرجينا من عالم التائهين
بربك لا تسهد الليل وكن لي عالفراق خير معين
ولا تنسى حبي فإني .. سأعود إليك ولو بعد حين
* * *
قلت : وداعا إلى لقاء يجمع بيننا ويزيل الأنين
لن أنسى حبي وعهدي .. ولى للقاء حنين
إياكِ والفراق فإنه .. صعب المآل إنه مهين
كيف تسهديني ليلى وتبكيني نهاري .. أفبالعذاب تهيمين
يا طيري الحبيب هيا .. نبنى العش وبه تجثمين
تعالى .. تعالى إلىّ .. ننشد السلوى .. تعالى لا تهابين
تعالى ننهل من كأس الهوى تحت قمرة العاشقين
لا ..لا.. أنتِ حبي .. نهيم سكارى لا نبالي بالناظرين
نمشى الهوينا .. نناجى الحب .. ولسنا بعابرين
ألا تسمعي صوت البلبل يتغنى .. بأنشودة المحبين
ألا ترى الطير يرفرف بجناحيه .. إنه من المعجبين
وانشري الشراع وتعالى بنا .. نتهادى فـوق السفين
وكفى ما تذوقته من كؤوس الحب ألوانا .. تذهب أنات وضياع سنين
وتعالى نسترجع الذكريات .. وما كنا فيه من حنين
وكفى للهجر أعواماً .. قضت على درة حبنا الثمين
يا رفيقة العمر .. داوى دموعي .. بما يخفى منها ويبين
ألم تك أيام حبنا .. عهداً على المدى لا يلين
تيهي ظلامات القدر تيهي .. فلسنا بالفراق مريدين
* * *
وافترقنا .. والعين ذارفة بدمع الهوى والأنين
وافترقنا والقلب باك يودع حبيبه .. في صمتٍ مبين
وافترقنا وضللنا طريق اللقاء .. وما كنا له مهتدين
وابتعدنا و طال الفراق .. وكان لنا للقاء حنين
ذهب الحبيب يغادر حبه ونسى العهد وكان من الحانثين
أنسيتِ العهد .. أم بغضت القلب .. فكنتِ من المعتدين
ورأيتك والطفل بين يديك .. تجثو عليه بحنان ولين
وسألت عن ذاك الطفل .. متى كان؟ وكيف تصبحين
قالوا: ثمرة زفاف إلى غريم وجنوها ولا تكن من النادمين
أزهدتَ الدنيا .. أم أفنيتَ العمر .. أما غارقاً في سفين؟!
ذهب الحبيب وغربت عنه .. فلا تبقى العمر حزين
واستقبل بالسرور دموع الحياة .. فالحب يوماً قد يحين
ولا تبكى للذاهبات الغادرات .. فالغاديات يحملن الحنين
وانشد السلوى في خير دار .. إياك والمسرفين
وافتح ذراعيك للحب الجديد وقلها : وداعاً حبي الأول المهين
* * *
وما ودعتها وكيف بالحبِ أهجو .. وقلبي لها سجين
أأهجر أيام عمر قضيتها .. أجاريها الهوى والأنين
أأهجر من كان للقلب قبساً .. من نورٍ ساطع مبين
أأهجر آمالا ترنمناها .. في رحابِ الحـب ساجدين
وكنت بالحب أشدو .. أناجى الجمال الغر الفتين
لأن ودعتها .. فذكراها في قلبي ذكرى الخالدين
* * *
وما نسيتك عمري .. وكيـف بالدمع والهجر استكين
وما نسيتك عمري .. وكيـف بالدمع والهجر استكين
وارجعي لدنيا الذكريات لتحكى ما بيننا من سر دفين
واسألي كوامن النفس بما كنت لي تتعهدين
ونازعي نغمة الحب وواريها .. فأنتِ بالعهد تغدرين
واسكبي بغزير دمعك على .. قبر حبي لتندمين
هلا سمعت كلمات هوجاء .. يبعثها قلبي في أنين
هلا أسدلت الستار على .. قصة حبي لتمرحين
هلا أفتحت للمال عينيك .. وللحب تغمضين
هلا أسرفت بالعهود .. فرحت بالحبيب تخدعين
هلا مللت بطول لقاء .. فكنت منه تهربين
هلا يوماً يا حبيبي نلتقي .. لنعيد فيه الحنين
وكيف للقاء يجمع بيننا .. والأيام بيننا لا تلين
لا يا حبيبي لن نلتقي .. وبالهوى لا تطرحين
فالحب قد ولى ومضى .. وللحقيقة هيا ارجعين
إنها دنيا الشباب .. فما لك للأحزان ترتمين
* * *
وأراك والدمع على خديكِ .. وللحبيب تودعين
وامسحي دموع عينيكِ .. وللفراق لا تبكين
وما يجدي البكاء لعهد مضى .. إليه لن تعودين
وناشدت الحب ليكون بيننا .. رب يوماً فيه ترجعين
وما دريت للحب والهوى .. أم للحقيقة تعودين؟
إن كان للحب .. فناره بقلبي .. هيا تعالى لتطفئين
وإن رجعت للهوى .. فعهده مضى وظلي حيث تكونين
وإن أردت حقيقة فما بيننا لقاء .. وكيف بي تلتقين ؟
وذاك الذي يقطع أوصال حبنا .. وأنت به تعترفين
ألا تدريه وأنت مريداه .. ومن الحقيقة تهربين
دعيه أو دعيني بربك .. وبالقلوب لا تلعبين
وكفاني حرقة دمعة أذرفتها .. على مضجع الساهدين
وأنشودة محبٍ هائم يترنم .. لئلا يوماً فيه تسمعين
ونحيب قلب طال ندائه .. وما كنت للنداء تلبين
وما لبيت النداء وما .. كنت لعودة اللقاء ترغبين
وناديتك للحب أو الذكرى .. وكنت للنداء تجهلين
وناشدتك بلقاء يجمع بيننا .. كنت له دوماً ترفضين
وسأرتشف من كئوس الحب ألواناً .. تذهب أنات وضياع سنين
وسأنساك على مدى الزمن .. مادمت للفراق تميلين
* * *
وندمت بما اتهمتك بحنث العهود .. وما كنت للعهد تحنثين
وكم كتبت في أشعاري هجاء .. أنت منه تبرئين
ورحت ألقى عليك سهام الغدر .. وما كنت لها تستحقين
فهلا استسمحك اعتذاراً ورجاء .. بما هجوتك لتغفرين
قد نأى القلب بأوزار الهجو .. فهل لك بأخطائه تصفحين
جئت أدنو منك مستسمحاً .. مثلما كنت بالحنان تفيضين
* * *
وانقضت زهرة الحياة بالفراق .. كأنها دهراً لا سنين
وازداد الشوق لرؤى محياك .. وما ظننت بي تذكرين
وخضت غمار معارك الأحداث .. متلهفاً ليوماً بي تلتقين
ولعمرنا ما قضيناه فراقاً .. أنجبنا فيه من البنات والبنين
أسميت بالحرف الأول من اسمك ابنتي .. وباسمي لابنك له تنادين
فلا تظنيني قد خالفت عهدي .. ولا بوصمة الغدر بي تلحقين
تلك إرادة الله قد شاء .. وبالقضاء والقدر فالتؤمنين
* * *
ومضت الأيام والشهور .. وعدت علينا السنين
وانتعش الأمل يراودني .. بعد أن كان ظل سجين
والتقينا يا حبيبي بعدما عانيناه .. فراقاً وعناءً وأنين
والتقت عينانا شغفاً .. للقاء كم كنا له في حنين
وتشابكت أيدينا يداعبها الهوى .. كأنها شراع فوق سفين
وتناغمت شفتانا همساً ونغماً .. كانت لها صدى ورنين
وتهدجت خفقات قلبي .. تشدو بترانيم المحبين
وتهللت أسارير الوجه .. بانطواء مرسمه الحزين
* * *
اليوم قد عدنا وما كنا يوماً .. بأمل اللقاء يائسين
اليوم أعدنا الحياة بمكامن .. أوداج حبنا الدفين
اليوم عاد بنا الماضي .. وقد عبرناه عشرات سنين
اليوم سأطلق الآهات .. من أعماق قلبي المستكين
* * *
أحبك .. مثلما كنت .. بالأمس واليوم وللأجل أن يحين
أحبك .. وما عاد قلبي لغيرك .. وأنت به تسكنين
فلا تشدي الرحال بعيدة عنى .. وللهجر لا تعودين
ولا تنسى حبيبا أضناه الفراق .. وإياك لقلبه تعذبين
وانشدي لقاءً يجمع بيننا .. ولو بعد حين وحين
أبتعد يا حبيبي
أيا حبيبي هيا ابتعد .. فأنا لحبك شهيد
أهجر قلبي وأنسى حبي .. فإني بك لا مريد
هيا حبيبي أهجر الذكرى .. فانا للحب بعيد
عرفتك حباً تراقص له قلبي .. ولكنك كنت عنيد
عبثت بأقدار عمري .. فكيف للذكريات أعيد
يا حبيبي تعلقت بأوتار قلبي .. فكنت في شجون
كلامك عزف على ناي .. جميل الفنون
رايتك كزهرة تفتحت براعمها .. فكنت في مجون
وأحببتك صغيراً ولا يعرف كلانا الحب كيف يكون
وابتسمنا ابتسامة الأطفال يوم اللقاء وكنا في سرور
وتشابكت أيدينا ولهونا ورمينا للحب بذور
وتواعدنا وتعاهدنا للحب عهداً على المدى لا يغور
وسرنا على هدى شراع الحب فوق موج لا يثور
وكلنا للآمال نروي ثمار الحب .. لتبزغ الزهور
وما بزغ الزهر وطار الحب مثلما تطير الطيور
راحت لغيري
أأهنئ قلبي أم أواسيه وأسمع عن الحبيب خبر مثير
وما الخبر يا ترى إن كان دمعة أسى أم فرح بهير
أأسمع الأخبار وأهنأ لها ويدر قلبي بالحب اليسير
حياتي كلها آمال وعواطف جياشة بلا نصير
والحب يعصف بقلبي وتأتي الأقوال بخبر مثير
ضاعت الآمال وبقيت ذكريات تموج بالقلب بلا حبيب
وأرى الحبيب مزين اليدان بدبلة خطوبة وذهب قشيب
ويرتجف القلب وما دريت بفرحة خبر أم ظلال نحيب
العمر يجري والأيام تمضي وأملت أن يجمعنا نصيب
راحت لغيري وانقضى الأمر ولأطفأ ما بقلبي من لهيب
محاكاة
وأنت يا قلبي احكي لها .. كم من الأيام كنت تناديها
والكلمة الهامسة سابحة في حيرة كنت بها تحاكيها
والجفوة الكاذبة تصنعها .. خوفاً من أهاليها
والبسمة الحلوة على شفتيك ارتسمت حباً في أغانيها
وأنت يا طير الربيع أما عرفت كم من القلوب تهواك
أما سألت عن ذاك الذي يردد بين الصدى اسماك
وكيف ترددين أضائعة أنا .. وما الضيع يدخل بدنياك
حبيبي كفى بالدمع باكية حرام عليك رحماي ورحماك
أصداء
ظننت ببعدي عنك .. أنني قد أنساك
وخاب ظني .. وازداد قلبي تعلقاً بهواك
فعدت إليك مسرع الخطى .. حانياً للقياك
وتركت ورائي حيثما كنت .. بقايا من بقاياك
لا تسأليني .. عما تركت .. فهل يهجر قلبي ذكراك
لا تسأليني .. إن كان قلبي يخطو في الهوى خطاك
لا تسأليني .. إن كنت أرى الجمال في محياك
لا تسأليني .. إن رأيت الحب في عيناك
لا تسأليني .. فلا يعرف الجواب سواك
غني يا قلبي
غني يا قلبي وترنم .. واسعد القلب بلحن منغم
غني وأطلق الأغنيات .. وراقص الحب وترنم
وأهرب من أمر الذكريات .. وانتمى للحقيقة تنعم
الدنيا جمال وربيع فلا تخالها أفق مبهم
غني يا قلبي وترنم
غني وكفى طول نحيب .. فما جنيت إلا الذبول
وأهجر ليال سهدتها .. وأفرح وأشدو في الحقول
وأنسى الماضي بذكرياته .. وأسكب عليه غزير سيول
واستوحى للحياة جمالاً .. تلهو فيها وتجول
غني يا قلبي وترنم
هل تغفرين
حبيبتي جئت إليك .. ألتمس منك صفحك
قلبي يموج أنينا .. وينشد منك عطفك
لأن ظننت قسوة مني .. سلبت فيها حقك
ولأن سمعت أنشودتي .. فلا تشدي إليها سمعك
وانشدي البعد عني .. وامتثلي لطوع قلبك
ما دام في الأمر كذب .. وتمثيل خادع يدعى حبك
احكمي عليّ بما شئت .. آه ورحماي من حكمك
ولا تدعي بأني أخطأت .. أو أنقصت من قدرك
وكيف وأنا الحبيب الذي سرت .. أعد حصى خطوك
وعلى شفتي ثغرة تردد نغمات من مقاطع أسمك
0 Comments:
Post a Comment